الوصف
لم ينتبه «رفعت غراب» لحقيقة رحلته إلا حين أيقن أنها قد شارفت على الانتهاء، آنذاك فقط أدرك أنه أمضى حياته مُرتضياً العيش على هامش الدنيا مُحاطاً بأسوار ذكريات الأمس التي تصد عنه كل بصيص لشمس الغد، يُعاقب بالانعزال على عدم ارتكابه لشيء، لم يزرع خيراً أو شراً فبقيت حياته مُقفرة لا زهر فيها ولا أشواك.
كان هذا الاكتشاف المتأخر كافياً لدفعه إلى بحر الحياة الذي قضى العمر دافناً رأسه برمال شاطئه، فيقوده ذلك لسلسلة من الأحداث تُعلمه بأنه ليس الوحيد وأن هناك آخرين مثله مجرد -بشر عاديون- وتلك لعنتهم، ويجد نفسه مجبراً على أن يجيب وحده على السؤال الذي يتحاشاه الجميع.. هل لازال بالإمكان إيجاد فرصة أخرى؟.. ولو كانت أخيرة؟!..